قراءة في مخطوط: غاية الأماني في أجوبة أبي زيد التنلاني (ت 1189ه)

قراءة في مخطوط:
غاية الأماني في أجوبة أبي زيد التنلاني (ت 1189ه)
رشيد بايوسف
تمهيد:

زخرت المكتبات العربية الإسلامية بتراث حضاري علمي كبير على مستوى جميع الأصعدة الأدبية والرياضية واللغوية والتاريخية والدينية، وجراء تعرض الكثير من هذه المخطوطات إلى السلب والنهب والضياع بسبب عوادي الزمن المختلفة، شحذت الهمم وزاد الاهتمام بجمع ودراسة وتحقيق كتب التراث من طرف الباحثين والهيئات العلمية والأكاديمية.
وكثيرا ما أطل علينا هؤلاء بعصارة تجاربهم في شكل مقالات أو كتب تتحدث عن مناهج وقواعد لتحقيق المخطوطات، وحاولوا الخلوص إلى قواعد أساسية ثابتة تعد قواسم مشتركة للتحقيق، من قبيل مطالعة فهارس المخطوطات، وجمع النسخ المخطوطة، وتحديد النسخة الأم من بينها ومقابلتها على باقي النسخ، و...
وأنا في هذه الأسطر أحاول أن أحاكيكم تجربتي المتواضعة في تحقيق مخطوط "غاية الأماني في أجوبة أبي زيد التنلاني ( ت 1189هـ )"، وبصورة أدق مقتطفات أو نتف (مختصر) من غاية الأماني التي جمعها الفقيه الأجل عبد الكريم بن محمد بن عبد المالك البلبالي (ق 13 ه).



1/ التعريف بالمخطوط، ومؤلفه، وجامعه:
أ)- التعريف بالمخطوط:
المخطوط يندرج تحت قائمة كتب النوازل؛ فالنوازل لغة: جمع نازلة، والنازلة: اسم فاعل من: نزل ينزل إذا حلَّ، ومجازا تطلق على المكروه والشدة من شدائد الدهر.[1]
أما اصطلاحا:  فللنوازل مفاهيم ثلاثة؛ الأول يوافق المعنى اللغوي.
أما المعنى الثاني: فهي الوقائع والمسائل المستجدة والحادثة التي لم يسبق فيها نص أو اجتهاد[2].
وأما المعنى الثالث: فهي تعني الحادثة التي تحتاج إلى حكم شرعي[3].
وفقه النوازل كما عرفه الشيخ فريد الأنصاري في تقريظه لكتاب فقه النوازل على المذهب المالكي بقوله: هو الكفيل بتلقين المجتهد وتمكينه من قواعد الفهم والاستنباط على مستوى الاجتهاد التطبيقي؛ وهو ما يسمى عند الأصوليين بـ"فقه تحقيق المناط"، أي تنزيل الأحكام على منازلها الواقعية، المرتبطة بالزمان والمكان وما يعتريهما من نسبية ومتغيرات[4].
ومن بين المصطلحات المرادفة والمتداولة لمصطلح النوازل: الفتاوى، الأجوبة، المسائل، الأحكام، القضايا المعاصرة، فقه الواقع، فقه المقاصد، فقه الأولويات، فقه الموازنات، علم السياسة الشرعية.
جاء مخطوط غاية الأماني في شكل أسئلة، ومراسلات متنوعة، ومذاكرات في مجالس الإقراء وردت على أبي زيد عبد الرحمن من طرف ابنه محمد، وتلميذه الشيخ عبد الحق بن عبد الكريم البكري قاضي الجماعة التواتية في وقته، والمؤسس لمجلس الشورى، بحيث كان الشيخ أحد الأعمدة الأربعة الذين اختارهم القاضي عبد الحق لمشاورتهم في إدارة خِطة القضاء بتوات وحل النزاعات، وتنظيم شؤون المجتمع.
جمعها محمد عبد الكريم بن محمد بن عبد المالك البلبالي من صكوك شارفت على الضياع، وقف عليها باعتباره عضو في مجلس الشورى في وقته، وزاد عليها ما وافق به القدر هناك من أجوبة غيره من الأئمة الأعلام، أو نقله الابن عن غير أباه. واختصرها عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن علي القرافي.  ولم يبين سبب الاختصار ولا إلى من كتبها.
ضم المختصر 197 مسألة، مزج فيه الجامع، ومن ورائه الـمُختصِر بين فتاوى الشيخ أبي زيد عبد الرحمن بن عمر التنلاني، وبين فتاوى غيره من العلماء من داخل وخارج المنطقة التواتية، وحتى من المتقدمين كابن رشد والبرزلي والونشريسي وغيرهم؛ وهو ما يجعله من كتب التآليف المختلطة في النوازل.
جاءت هذه النوازل على شكل "وسأل الابن أباه"، "فأجاب"؛ ومقصوده بالابن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الذي عليه المعتمد كما وصفه في ديباجة الغاية. كما أنه ضمَّنها فوائد علاجية كدواء الشقيقة؛ وأخرى أخلاقية في تزكية النفس والحث على طلب العلم والعمل.
أما موضوعات المسائل فلقد جاءت متنوعة ولم تتعلق باختصاص واحد، فهناك مسائل الأحباس والبيوع وأنواعه، والزواج وأحكامه، والعبادات من زكاة وصلاة وصوم، ومعاملات تمس وتخالج صميم شعور المجتمع التواتي. كل هذه المسائل وردت غير مرتبة بأي وجه من الوجوه احترمه الـمُختصر.
اعتمد المؤلف في إصدار فتاويه على منبع التشريع الإسلامي؛ فيستشهد في كلامه بآيات من القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، وإن كان مقل في الاستشهاد بالأحاديث الشريفة ويكتفي بذكر الشاهد منها بدون أسانيد، أو الإشارة إلى الحديث كأن يقول: " والحجة في ذلك حديث العقيلي الذي خرجه مسلم"[5]. واعتمد كذلك على كتب التفسير كالجواهر الحسان للثعالبي.
واعتمد كذلك على عدَّة مصادر تنوعت بين كتب الفقه النظرية: كالموطأ والمدونة، ومختصر ابن الحاجب، ومختصر خليل وشروحه وحواشيه؛ وكتب الفقه التطبيقية من نوازل وفتاوى، وما جرى به العمل وكتب القضاء ومنها: نوازل الغنية البلبالية للحاج البلبالي، ونوازل الزجلاوي، نوازل مازونة، وابن رشد الجد، والعاصمية، والمعيار للونشريسي، وتبصرة ابن فرحون وتبصرة اللخمي.
ب) التعريف بمؤلف الغاية:
هو الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن عمر التواتي بلدا ومولدا، القرشي نسباً[6]، أشتهر محليا بالتنلاني لدى معاصريه و الباحثين المعاصرين. يتصل نسبه بالخليفة الثالث عثمان بن عفان - t -[7].   
ولد أبو زيد عبد الرحمن بن عمر بن معروف بن يوسف التنلاني التواتي سنة 1121هـ / 1709م بتنلان[8].
له من الأولاد اثنان: عبد الله ومحمد
عبد الله: هو عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر التنلاني، كان فقيها ناسكا عالما بالحديث، أخذ عن والده وعن محمد بن أحميد الزجلاوي[9]. توفي 15 جمادي الأولى 1221هـ في فلاة بين تيْطَّاف وأَولَف صحبة الشيخ سيدي عمر بن عبد الرحمن.
محمد[10]: هو أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن التنلاني، كان حافظا للمذهب متقنا للنحو والمنطق والبيان والعروض، وعرف بكثرة نسخه للكتب. أصيب بالعمى في آخر عمره، أخذ عن والده وعن أبي العباس سيدي أحمد بن عبد العزيز الهلالي. قام مقام والده في التدريس والإفتاء، توفي زوال يوم الثلاثاء لاثنين بقين من صفر 1233هـ ودفن بقصر أولاد علي مقر سكناه.
وهو المقصود بالابن إذا ما ذكر في غاية الأماني: " وسأل الابن أباه"[11].
شيوخه وتلامذته:
أحصى الشيخ عبد الرحمن التنلاني في فهرسته اثنا عشر شيخا وما رواه عنهم وما أجازوه به. وهم بعجالة[12]: الشيخ أبي  حفص عمر بن عبد القادر التنلاني (1098/1152هـ)، الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن إبراهيم الجنتوري (ت 1160هـ)، العلامة عمر بن محمد المصطفى الرقادي الكنتي (ت 1157هـ)، العالم اللغوي أبو عبد الله محمد بن أُب المُزمِّري (ت 1160هـ)، الشيخ أبو العباس سيدي أحمد بن صالح السوقي التكروري، الفقيه الشيخ  طالبن بن السيد الوافي بن طالبن، الشيخ الحاج عبد الرحيم بن محمد التواتي ثم التيماوي ثم التامرتي، الشيخ أحمد بن الحاج الأمين القبلي الغلاوي الشنقيطي (ت 1157هـ)، الفقيه أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الدَّرعي (ت 1163هـ)، محمد المكي بن الصالح بن محمد الغماري السجلماسي، الشيخ صالح بن محمد الغماري، الشيخ أحمد بن عبد العزيز الهلالي.
أما تلامذته فمنهم[13]: الشيخ محمد بن محمد العالم الزجلاوي ( ت 1212هـ)، الشيخ الأديب محمد بن المبروك الجعفري البوداوي (ت 1196هـ)، المحفوظ بن أمحمد بن الحاج أمحمد التيماوي، القاضي عبد الحق بن عبد الكريم  البكري (ت 1210 هـ)، الشيخ أمحمد بن مالك القبلوي (ت 1248هـ)، أبو عبد الله محمد بن أحمد الفلاني (1118هـ / 1194هـ)، محمد بن عبد الرحمن البلبالي (ت 1244هـ)، عمر الأصغر(1152- 1221هـ).
وفاته: في فجر يوم الأحد 29 صفر1189 هـ /1775م توفي الشيخ عبد الرحمن التنلاني بالديار المصرية، ودفن بمقبرة الإمام الشيخ سيدي عبد الله المنوفي عائدا من الديار المقدسة بعد أدائه مناسك الحج. مخلفا وراءه أرثاً علمياً يستوجب التقدير والاحترام وتناوله بالدراسة والتحقيق، سندلل كغيرنا من الباحثين لعله يجد يدا رحيمة تنتشله مما هو فيه. وهذه المؤلفات كالآتي:
ü        أرجوزة شبكة القنّاص في نظم درة الغواص: ووردت الإشارة إليها في مخطوط جوهرة المعاني[14].
ü   مجموعة تقاييد وفتاوى: جمعها الشيخ محمد عبد الكريم بن عبد الملك البلبالي في كتابه " غاية الأماني في أجوبة أبي زيد التنلاني"، وهي محل دراستنا. 
ü   رحلة حجازية: وهي آخر مؤلفاته، قيّد فيها المؤلف مراحل رحلته مرحلة بمرحلة حتى وصوله إلى البيت الحرام، وبعدها مراحل عودته حتى القاهرة مكان وفاته، تكلم خلالها عن جميع ما رآه وحصل له في تلك الرحلة[15]. أوردها الشيخ باي بلعالم رحمه الله في كتابه:" الغصن الداني في حياة وترجمة الشيخ عبد الرحمن التنلاني" الصفحة 60 وما بعدها.
ü   مختصر السمين في إعراب الكتاب المكنون[16]: اختصر فيه كتاب " الدر المصون في علم الكتاب المكنون" لشهاب الدين أبو العباس أحمد بن يوسف النحوي الشافعي الحلبي المعروف "بالسمين " (ت 756هـ) في 290 صفحة.
ü   فهرسته: عدَّد فيها أثنا عشر شيخا من مشايخه داخل وخارج القطر التواتي، وذكر مروياته وإجازاتها التي حصل عليها. والفهرسة محققة من طرف أستاذي المحترم بعثمان عبد الرحمن، في إطار إعداده لمذكرة الماجستير بقسم التاريخ بجامعة بشار سنة 2011.
ü   مختصر النوادر: وهو كتاب اختصر فيه "النوادر والزيادات" لأبي زيد القيرواني بخط الشيخ أمحمد بن مالك الفلاني. وختمه الناسخ بعبارة " انتهى ما وجد بخط عبد الرحمن بن عمر مما انتخبه من النوادر"[17].
ü   أرجوزة في علم الفلك[18]: قسم فيها المنازل القمرية على شهور السنة في 21 بيت مستخدما فيها الرمز العددي (الأرقام بحساب الجمل).
ü   أبيات امتدح فيها كتاب "الورقات"[19]: لصاحبها إمام الحرمين الجوِّيني وشرح الحطاب عليه من أربعة أبيات.
ü   تقريظ لـ"نزهة الحلوم في نظم منثور ابن آجروم": من نظم شيخه الشيخ محمد بن أب المزمري للأجرومية من ستة أبيات[20].
ج) التعريف بجامعه[21]:
هو الشيخ عبد الكريم بن محمد بن عبد المالك البلبالي، يكنى بأبي المكارم.
ولد في مطلع القرن 13 هـ بقصر ملوكة، وانتقل منها إلى قصر بني تامر مسقط رأس والدته سنة 1245 هـ. تتلمذ على يد الشيخ محمد بن عبد الرحمن البلبالي المكنى بـ" الحاج البلبالي" (ت 1244هـ)، وعلى يد ابنه الشيخ أبو فارس سيدي عبد العزيز بن محمد البلبالي (ت 1261هـ)؛ وتتلمذ على يده محمد بن الطيب بن محمد بن عمر التنلاني.
كانت له خبرة في كل من فن العروض والمنطق والحساب والتفسير، وخلف من ورائه خزانة عامرة بالمخطوطات والكتب النفيسة، في الفقه والحديث والتفسير والنحو والمنطق. ومن مؤلفاته جمعه لأجوبة الشيخ عبد الرحمن بن عمر التنلاني.
ولم تذكر المصادر التي ترجمت له تاريخ وفاته.
2/ إعداد دراسة للمخطوط وآلية تحقيق النصوص
المقصود بالتحقيق هو إثبات المسألة بدليلها[22]. وكما عرفه عبد السلام هارون: " هو بذل عناية خاصة بالمخطوطات حتى تستوفي شرائط معينة، فالكتاب المحق هو الذي صح عنوانه، واسم مؤلفه، ونسبة الكتاب إليه، وكان متنه أقرب ما يكون إلى الصورة التي تركها مؤلفه"[23].
أولاً: شروط اختيار المخطوط للرسائل الجامعية:
1) أن تكون مادته العلمية مما يستحق التحقيق ومن ثم النشر فيما بعد[24]: فاحتواء المخطوط على مادة جديدة بقدر مناسب، ومراعاة توافر المادة العلمية الجديدة في المخطوطات المراد نشرها ضروري في هذه المرحلة لحاجتنا الملحة والسريعة إلى استيعاب أصول المواد العلمية المختلفة واعتمادها في دراستنا المعاصرة[25].
2) كونه لم يحقق من قبل، أو حقق لكن في تحقيقه خلل علمي، وقصور منهجي، وبه أخطاء كثيرة، وذلك لئلا يصير العمل العلمي هذا تكرار لما سبق تحقيقه، وإهدارا للجهد العلمي الذي كان ينبغي أن يبذل في عمل علمي جديد[26].
3) أن يكون حجمه مناسبا، بحيث يكون نص المخطوط مع شروحه وتذييلاته، مما يسهل على القارئ مطالعته[27]. ويجب أن يراعى فيه الوقت الزمني للمرحلة ( ماجستير/ دكتوراه). فكلما اقترب انقضاء مدة المرحلة، شكل ذلك للطالب نوع من العزوف عن إكمال مذكرته، أو يدفعه ذلك للاستعجال على حساب إتباع القواعد العلمية للتحقيق بصورة خاصة والبحث العلمي بصورة عامة.
4) أن تكون له أكثر من نسخة: بحيث لا بد من توفر نسختين منفصلتين على الأقل منقولتين عن أصلين مختلفين لضمان المقابلة والتصحيح وإكمال النقص[28].
ولتحري المخطوطات ومعرفة عدد نسخها ينبغي مطالعة فهارس المخطوطات الخاصة بالمكتبات، والكتب التي تُعنى بالمخطوطات[29]، والخزائن الشعبية ، وكذا مساءلة أهل الخبرة بالتحقيق.
حيث أن الاطلاع على هذه الكتب والفهارس يقصد به اختيار المخطوطة المراد تحقيقها، وأخذ فكرة أولية عن مؤلفها، وقيمتها، وعدد نسخها، ومظانها، وحجمها، وجودة خطها أو رداءة خطها[30].
ثانياً: قسم الدراسة
يجب على المحقق أن يقوم بدراسة وافية تمهيدية تخص كلاً من موضوع الكتاب المحقق، والتعريف بمؤلف الكتاب وبيان عصره إلى جانب دراسة شاملة حول المخطوط نفسه، وعادة ما يكون قسم الدراسة بعد الفراغ من تحقيق النص، أو على الأقل الانتهاء من مقابلة النسخ ليتوفر للباحث الحد الأدنى عن مكنونات المخطوط.
ولا يمكن أن نغفل مادة النص المحقق لما توفره من معطيات ومادة ثرية، يمكن أن تكون مفاتيح لما أُغلق وتعذر على الباحث كي يثري الجانب الدراسي من عمله. ويمكن حصر أهمية النص المحقق فيما يلي[31]:
·  إن تتبع المعطيات ييسر للمحقق فهم الغوامض المتعلقة بدقائق الفن المدروس، ويُمكِّنه من التحكم في مادته.
·       معرفة المحقق بالأعلام تبين علاقة التأثر والتأثير بين المؤلف وغيره.
·  معرفة المصادر الواردة في المتن تيسر للمحقق توثيق المادة العلمية، وكذا تتبع تسلسل بناء المعلومات وتناقلها.
ومن خلال تعريف التحقيق لعبد السلام هارون نجده قد حدد أربعة أمور يجب تحقيقها:
-       تحقيق عنوان الكتاب.
-       تحقيق اسم مؤلف الكتاب.
-       تحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه.
-       تحقيق النص.
فالبنسبة للأمور الثلاثة الأولى فيمكن أن تندرج تحت فصل أو مبحث من مباحث قسم الدراسة – أو مقدمة التحقيق عند البعض - الذي يكون توطئة لقسم التحقيق وسلم يتدرج فيه القارئ للدخول إلى النص المحقق ويكسبه ثقة فيما سيتناوله بعد ذلك.
ولقد خصصت في تحقيقي لمخطوط غاية الأماني في أجوبة أبي زيد التنلاني قسما للجانب الدراسي عرضت فيه أربعة فصول؛ الفصل الأول تحدثت فيه عن النوازل الفقهية وما يرتبط بها، ليكون أرضية لوالج المخطوط حتى يتعرف على الفن الذي هو بصدد دراسته أو الاطلاع عليه.
أما الفصل الثاني فتحدثت فيه عن ترجمة موجزة وافية عن أبي زيد عبد الرحمن بن عمر التنلاني (ت 1189 هـ)، حاولت أن أجمع ما تناثر عنه في كتب التراجم التواتية المخطوطة منها والمطبوعة. من بيان لاسمه ونسبه، ومولده، وشيوخه وتلامذته، ومكانته العلمية، وآثاره، وأخيراً وفاته.
وأما الفصل الثالث فأفردته للتعريف ببيئة المؤلف وعصره محاولاً ارتسام معالم الظروف البيئية الاجتماعية والثقافية التي كوَّنتْ هذه الشخصية الفذة.
وأخيراً فصل رابع خصصته لدراسة المخطوط دراسة شاملة وفاحصة، بينت فيه عنوان المخطوط وتحقيق نسبته لمؤلفه عبد الرحمن التنلاني من خلال ما ضمنه في ديباجة المخطوط جامعه عبد الكريم بن محمد بن عبد المالك البلبالي أولاً، ثم من خلال ما تناقله أرباب الخزائن وما كتبه المتبعين للتراث التواتي في دراساتهم.
وقد يعتري عنوان المخطوط أو مؤلفه شائبة كسهو الناسخ أو المؤلف عن ذكر عنوان الكتاب أو اسم مصنفه، أو ربما يطمس أحدهما أو يزيف، أو يكون المخطوط مبتور الأول أو الآخر أو هما معاً.
فهنا على المحقق أن يرجع إلى الفهارس العامة التي تعتمد أسماء الكتب ك: " كشف الظنون" لحاجي خليفة، تاريخ الأدب العربي" لبروكلمان، أو "هدية العارفين" لإسماعيل باشا البغدادي، أو بالرجوع إلى الفهارس التي تترجم للأعلام وتعتني بذكر مؤلفاتهم مثل " وفيات الأعيان" لابن خلكان، " الأعلام" للزركلي[32].
وإن تعذر ذلك فلا بد من دراسة النص من الداخل دراسة واعية متأملة بهدف تحديد العنوان، أو تحديد الزمان الذي عاش فيه المؤلف، والمكان الذي تحرك من خلاله، والأشخاص الذين درس عليهم أو قابلهم،... ثم الركائز الفكرية التي اعتمدها في الحقول العلمية المختلفة. وكذا تتبع نقول المؤلف ومصنفاته الأخرى التي قد يعزي فيها بعض نقولاته إلى مؤلَّف معين[33].
كما وصفت فيه – الفصل الرابع - نسخ المخطوط وصفا دقيقا بدءاً من الحالة المادية ومكان تواجد كل نسخة، وحجمها وعدد أوراقها ومسطرتها ( متوسط عدد الأسطر في الصفحة ضرب "x" متوسط عدد الكلمات في السطر)، ومنح رمز لكل نسخة، ولون المداد ونوع الخط وأسباب اختيار النسخة التي اتخذت أماً.
ووضحت فيه كذلك محتوى المخطوط، والمصادر التي اعتمدها في نقل مادته. وهي كلها أمور مستقاة من دراسة النص المحقق من الداخل دراسة واعية ومتأملة.
وأخيراً بيَّنتُ منهجي أو عملي في تحقيق المخطوطة والذي كان كالآتي:
1)      التزمت قواعد التحقيق العلمي لإخراج النص على الصورة التي أرادها المؤلف، أو على الأقل أقرب صورة إليها.
2)      أفرغت النسخة الأصل (أ) على الرسم الإملائي الحديث؛ وقابلتها بالنسخة (ب) مرارا لتفادي الزلل في النسخ، وأثبتت الفروقات في الهامش.
3)      قسَّمتُ النص إلى فقرات حسب الوحدات الموضوعية؛ ورقمت المسائل، وكتبت عبارات سُئل وسأل وأجاب بخط بارز عن النص.
4)      ضبطت ما يمكن أن يستشكل عن القارئ بالشكل، ووضعت علامات الترقيم من نقط وفواصل وعلامات الاستفهام والتعجب، حتى تُظهر المعنى، وتيسِّر فهمه للقارئ.
5)      التزمت نص نسخة الأصل طالما كان له وجه من الصواب، ولم أعدل عن عباراتها بالزيادة أو التبديل إلا لتصحيف أو سقط.
6)      ما سقط من الأصل وأثبته من النسخة (ب)، وضعته بين معكوفتين [ ]، وكذلك ما قمت بوضعه من صنيعي، وأشرت إلى كل ذلك في الهامش.
7)      وضعتُ خط مائل (/) وأشير يسار الصفحة إلى نهاية صفحة وابتداء صفحة جديدة مثل: ..../....،  أ/1، أ/2، أ/..، وهكذا حتى الصفحة أ/40.
8)      عزوت الآيات القرآنية إلى سورها ورقمتها حسب المصحف برواية ورش عن نافع، وضبطتها بالشكل التام ووضعتها بين قوسين مزهريين ﴿﴾.
9)      قُمت بتخريج الأحاديث النبوية بذكر أماكنها في كتب الحديث المعتمدة ووضعتها بين قوسين مزدوجين (( )).
10)              خرَّجتُ الأبيات الشعرية ونسبتها إلى قائليها مع بيان بحرها.
11)              أرجعتُ النصوص المنقولة عن الأئمة من كتبهم ما استطعت إلى ذلك سبيلا؛ للتوثيق والإفادة.
12)    ترجمتُ للكثير من الأعلام الذين ذكروا في الكتاب، ترجمة متوسطة وأخرى مختصرة بذكر اسم ونسب العَلَم وشهرته، وبعض مصنفاته وتاريخ وفاته. ثم أحيل إلى المصادر التي ترجمت له ولم أترجم للأعلام الذين ذكرهم باسم منفرد، أو لقب يشترك فيه عدد من الأعلام، تجنباً من الوقوع في الغلط، ولم أترجم كذلك إلى الأعلام المشهورين كعمر بن الخطاب وعلي كرم الله وجهه وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم.
13)              عرَّفتُ بالفِرق والطوائف والأماكن الواردة بالكتاب.
14)              عرَّفتُ ببعض المصطلحات الفقهية الواردة في النص.
15)              قُمت بصنع الفهارس الفنية ورتبتها ألف بائيا، خدمة للنص.
وختمت قسم الدراسة بنماذج من صور – الصفحة أو الورقة الأولى والأخيرة - لنسخ المخطوطة المعتمدة في التحقيق.
ثالثاً: تحقيق النص
اختلف المختصون بتحديد ما هو المقصود من التحقيق، إذ اعتبره بعضهم أنه لا يزيد عن ضبط النص وإثبات اختلافات النسخ في الهوامش، بينما رأى البعض أنه لابد من ضبط النص وإقرانه بالتعليقات فهما أمران متلازمان، فالغاية من التعليق يجب أن تتجه نحو خدمة ضبط النص وتوضيحه، ودفع كل إيهام عنه، ورفع كل غموض وإبهام فيه، وتخريج النصوص من مصادرها ووضع الفهارس وتنقيح الكتاب حتى يخرج من المطبعة إلى القارئ بحلته الجديدة، غير أن ضبط النص لا يعني أن نتدخل في كل شاردة وواردة فيه ولا أن نحسن من أسلوب المؤلف، ولا أن نحل كلمة بدل أخرى بدعوى أنها أصح أو أوفق مكانها، ولا أن نثقل حواشي النص بالتعليقات حتى تخل بالنص المحقق وتصرف القارئ عن فحواه[34].
ضبط النص يأتي بعد مرحلة متأخرة عن نسخ المخطوطة الأم وفق الرسم الإملائي الحديث، ومقابلتها بنسخ المخطوطة الأخرى وفق الترتيب الذي يعطيه الباحث للنسخ وإثبات الفروقات في الهامش، وضبط النص يكون بأمور هي:
1-  تنظيم مادة النص وتقسيمه إلى فقرات كما هو متعارف عليه في عصرنا، ووضع علامات الترقيم ( النقطة، الفاصلة، الفاصلة المنقوطة، علامة التعجب والاستفهام....)، بحيث تكوِّن هذه الفقرات وحدات موضوعية مستقلة حسب اختصاص المخطوط ( تراجم، لغوي، تاريخي،...). وكذا الاهتمام بالإخراج الطباعي المتعارف عليه في وقتنا: ككتابة العناوين بالبند العريض، ومحاذاة الفقرات.
2-  تقييد النص وضبطه بالحركات فيما يشتبه من الألفاظ، وأسماء الناس وكناهم، وأنسابهم وألقابهم، وأسماء المواضع والبلدان[35].
3-  تخريج النصوص من الكتب السابقة واللاحقة وإرجاع نقول المؤلف إلى أصولها قدر المستطاع، "فإذا كانت نسبة النص أو الفكرة أو الطريقة إلى صاحبها تعني اعترافاً وتقديراً لجهوده العلمية، فهي ظاهرة توحي بالثقة فيما ينقله الباحث، صحة في الرواية وتدقيقاً في النقل"[36].
وتخريج النصوص لا يعتبر شرطا لازماً للتحقيق بل يعتبر شرطاً تفضيلياً يستحسن العمل به[37].
4-  تخريج الآيات من المصحف الشريف، فيشير في الهامش إلى اسم السورة ورقم الآية. وأن لا يصححها حتى يستوفي تتبع القراءات المشهورة منها والشاذة، خاصة في المخطوطة المعنية بالقراءات.
5-  تخريج الأحاديث النبوية من كتب الصحاح أولاً، وأن لم يجد ينتقل إلى كتب تخريج الأحاديث الأخرى مع بيان صحة ودرجة الحديث.
6-  تخريج الأعلام من الكتب المعنية بكتب التراجم والطبقات والسير، من غير استطالة في التعريفات بالمؤلفين وأن يكتفي بالمغمورين منهم.
7-  تخريج الأشعار بالرجوع إلى دواوين الشعراء أولاً إذا كان للشاعر ديوان، ثم كتب مجاميع الشعر ومختاراته، وضبطها بالشكل وبيان بحرها.
من دون تقفي الروايات، مع الإشارة إلى أي عيب من عيوب الشعر إن وجد[38].
8-  شرح مصطلحات الفن والمصطلحات الحضارية الواردة في المتن والتي يمكن أن تعزز فهم القارئ للنص[39].
9-  نقد النص: وهو أمر يعد من فضائل أعمال المحقق، فينبه عن الأوهام التي وقع فيها مؤلف النص، ويبين الصحيح الذي ينقض هذا الوهم ويدمغه بالدليل، كما ينبغي للمحقق أن يفيد من ملاحظات المؤلفين الذين جاؤوا بعد مؤلف الكتاب، وألفوا في موضوعه واستدركوا عليه، أو صححوا له، أو نبهوا إلى بعض ما في الكتاب من عوز، وأن يثبت هذه الملاحظات بعد تدقيقها ودراستها والتأكد من قيمتها[40].



رابعاً: صنع الفهارس الفنية
تحقيق المخطوطة وحده لا يكفي ولا يجدي نفعاً من دون صنع فهارس لها، لأن القصد من نشر المخطوطة تعميم الفائدة، ولا تكون إلا بتفريغ محتوياتها في قوالب الفهارس العامة وإخراجها بأفضل صورة علمية[41]، لتكشف للباحث عن مكنونات المخطوط وتسبر أغواره
وقد كان عملي في الفهارس كالآتي:
فهرس الآيات: رتبت السور حسب ترتيبها في المصحف الشريف، ورتبت الآيات حسب رقمها في السورة.
فهرس الأحاديث النبوية: رتبته ألف بائياً حسب صدر الحديث.
فهرس الأشعار: رتبته حسب قافية البيت مدرجا صدر البيت مع بيان بحره، وقافيته، وعدد الأبيات المذكورة.
فهرس الأعلام: رتبته ألف بائياً ومن دون اعتبار الأسماء المصدرة بـ: أبو، ابن. مراعياً في الترتيب اسم الشهرة للعلم مع وضع الإحالات إليها عند ذكر اسمه الحقيقي ك:
ابن هلال = إبراهيم بن السجلماسي
محمد بن أحمد الأموي الأندلسي = ابن العطار
وكذا اتبعت قاعدة تفريق المتجمع وتجميع المتفرق لفك الضغط عن الحروف المندرج تحتها عدد كبير من الأعلام ك: عبد الله بن وهب = ابن وهب، ومعناه انظر عبد الله بن وهب تحت اسم: ابن وهب. أي في حرف الواو بدل حرف العين.
فهرس للأماكن والمجموعات: ( الفرق المذهبية، الطوائف العرقية والدينية، والقبائل): مرتبة ألف بائياً.

خاتمة:
هذا و لا يمكنني حصر ما تعلمته وخبرته وعاينته وعانيته من تجربتي المتواضعة في تحقيق مخطوط غاية الأماني في أجوبة أبي زيد التنلاني (ت 1189ه) في هذه الوريقات، إلا أنني أردت أن أختم عملي هذا بمجموعة خطوات عملية من شأنها أن تنظم عمل المحقق وتوفر عليه الجهد والوقت في عمله:
1-   بعد جمع النسخ من مظانها يقوم الباحث بقراءة أولية لنسخ المخطوط حتى يتسنى له المفاضلة بين النسخ وترتيبها.
2-   إفراغ النسخة الأم على الأوفست في معالج النصوص ( Word)، ثم مقابلة ما أفرغ من النسخة بما نسخ من طرف الباحث – باعتباره ناسخ جديد للمخطوط – مرتين أو ثلاثة لتفادي السقط والتصحيف والتحريف. ووضع علامة عند انتهاء كل صفحة ولوحة تتضمن رقم الصفحة أو اللوحة ووجه أو ظهر الورقة.
3-        مقابلة النسخة الأم بباقي نسخ المخطوط وفق الترتيب التفاضلي، وإثبات جميع الفروقات كيفما كانت.
4-   مقارنة فروقات النسخة الأم بما في الهامش، ثم الرجوع إلى جميع النسخ بما فيها النسخة الأم والتدقيق في الكلمات لدحض الالتباس المتوقع.
5-   مراجعة النص واستخراج ما أمكن من أسماء العلام والمؤلفات والأماكن وتدوين أي ملاحظة من شأنها أن تخدم البحث لاحقاً، وتصنيفها في أوراق جانبية، أو في ملف جديد على الأوفست (معالج النصوص)
6-   مراجعة النص ثانية وتقسيم النص إلى فقرات حسب المضمون الفكري وتقديم عناوين رئيسية وفرعية لكل فقرة.
7-   حصر المصادر التي اعتمدها المؤلف وتتبع نقوله مصدر بمصدر إن توفرت لديه، وفي نفس الوقت يقوم بتخريج الآيات، والأحاديث، والأعلام وغيرها
8-        كما لا يجب أن ينسى أن يترك نسخ احتياطية في أماكن مختلفة من الحاسوب أو أقراص التخزين.
9-   وفي حالة إتمام 80 بالمئة من عمله عليه أن يطبعه ويقرأه مراراً، وهي خطوة مهمة من شأنها أن تجلي ما فاته من خلال قراءته لعمله عبر الحاسوب، وتسهل له تدوين الملاحظات البصرية على عمله.



المصادر والمراجع:
المخطوطات:
1- عبد الرحمن التنلاني. غاية الأماني في أجوبة أبي زيد التنلاني. مخطوط بخزانة الشيخ باي بلعالم.
2- عبد الرحمن التنلاني. غاية الأماني في أجوبة أبي زيد التنلاني. مخطوط بالمكتبة الوطنية تحت رقم: 3701. ضمن مجموع.
3-عبد الرحمن التنلاني. مختصر الدر المصون في علم الكتاب المكنون. مخطوط بخزانة باي بلعالم.
الكتب المطبوعة:
4- أبو عمران الفاسي. فقه النوازل على المذهب المالكي: فتاوى أبي عمران الفاسي. جمع وتحقيق محمد البركة. المغرب: أفريقيا الشرق، 2010.
5- أحمد بن محمد بن علي الفيومي. المصباح المنير. لبنان: المكتبة العصرية، 2004.
6- أحمد بن يحي الونشريسي. المعيار المعرب والجامع المُغرِب عن فتاوى أهل أفريقية والمغرب. ج1. تح محمد عثمان. الجزائر: عالم المعرفة للنشر والتوزيع، 2011. ( مجموعة أعمال الإمام الونشريسي؛ 4).
7- أكرم ضياء. دراسات تاريخية مع تعليقة في منهج البحث وتحقيق المخطوطات. السعودية: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، 1983. ص 41.
8- البركتي. قواعد الفقه. الصدف ببلنشرز: كراتشي، 1986، ص224.
9- التادمكي محمد الأمين الأنصاري. القواعد النفيسة في شرح المعرب، شرح علي بن سلطان المكي. الرياض: دار البخاري، 1996 م.
10-            جمال الدين بن محمد بن منظور. لسان العرب. 15 جزء. لبنان: دار صادر، [د.ت].
11-    حاج أحمد الصديق. التاريخ الثقافي لإقليم توات من القرن 11 إلى القرن 14 هـ. الجزائر: دار الثقافة، 2011.
12-    خليل الفراهيدي. كتاب العين. 4 أجزاء. ترتيب وتح: عبد الحميد هنداوي. لبنان: دار الكتب العلمية، 2003.
13-    عبد الحق حمّيش، محفوظ بوكراع. موسوعة تراجم علماء الجزائر: علماء تلمسان وتوات. ط خاصة 2011. الجزائر: دار زمورة للنشر والتوزيع، 2011.
14-            عبد السلام هارون. تحقيق النصوص ونشرها. ط7. مصر: مكتبة الخانجي، 1998. ص 42.
15-    عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان. كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات الإسلامية. ط3. السعودية: دار الشروق، 1986.
16-    علي بن محمد بن علي الجرجاني. التعريفات . تحقيق : إبراهيم الأبياري. لبنان: دار الكتاب العربي، 1405هـ.
17-            فهمي سعد، طلال مجذوب. تحقيق المخطوطات بين النظرية والتطبيق. لبنان: عالم الكتب، 1993.
18-            محمد التونجي. المنهاج في تأليف البحوث وتحقيق المخطوطات. سوريا: عالم الكتب، [د.ت].
19-            محمد باي بلعالم. إرشاد الحائر إلى معرفة قبيلة فلان في جنوب الجزائر. [د. م]:[د. ن]، 1433هـ .
20-    محمد باي بلعالم. الغصن الداني في ترجمة وحياة الشيخ عبد الرحمن بن عمر التنلاني. الجزائر: دار هومة، 2004.
21-            محمد حجي. نظرات في النوازل الفقهية. المغرب: الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، 1999.
22-            هلال ناجي. محاضرات في تحقيق المخطوطات. لبنان: دار الغرب الإسلامي، 1994.
الرسائل والأطروحات الجامعية:
23-    عبد الرحمن بن عمر التنلاني. فهرسته. تح عبد الرحمن بعثمان. مخطوط مذكرة ماجستير. الجزائر: جامعة بشار، قسم التاريخ، 2011.
24-    عمر بن عبد القادر التنلاني. فهرس شيوخ الشيخ سيدي عمر بن الحاج عبد القادر. تح عبد الكريم طموز. مخطوط مذكرة ماجستير. الجزائر: جامعة قسنطينة، قسم التاريخ، 2011.
المجلات:
25-    بشار عواد معروف. " ضبط النص والتعليق عليه". مجلة المجمع العلمي العراقي . ع34 (ذو القعدة، 1400هـ). 24 ص. العراق: المجمع العلمي العراقي، 1400هـ.
26-    رابح دفرور. " شروط اختيار المخطوطات للرسائل الجامعية ". مجلة رفوف ، ع1 (جوان، 2013). 14 ص. الجزائر: مخبر المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا- جامعة أدرار-، 2013.
محمد دباغ. " آليات تفعيل الجانب الدراسي في تحقيق المخطوط".  مجلة رفوف ، ع2 (ديسمبر، 2013). 08 ص. الجزائر: مخبر المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا- جامعة أدرار-، 2013.



[1]- انظر: كتاب العين للفراهيدي (4/213)؛  لسان العرب لابن منظور (11/656)؛ المصباح المنير للفيومي، ص 229.
[2]- محمد حجي. نظرات في النوازل الفقهية. المغرب: الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، 1999، ص11؛ أحمد بن يحي الونشريسي. المعيار المعرب والجامع المُغرِب عن فتاوى أهل أفريقية والمغرب؛ تح محمد عثمان. الجزائر: عالم المعرفة للنشر والتوزيع، 2011. ( مجموعة أعمال الإمام الونشريسي؛ 4). ج1، ص05.
[3]- أحمد بن يحي الونشريسي. المرجع نفسه، ص 05؛ محمد حجي. المرجع السابق، ص11؛ البركتي. قواعد الفقه. الصدف ببلنشرز: كراتشي، 1986، ص224.
[4]- انظر: أبو عمران الفاسي. فقه النوازل على المذهب المالكي: فتاوى أبي عمران الفاسي. جمع وتحقيق محمد البركة. المغرب: أفريقيا الشرق، 2010، ص07.
[5] - عبد الرحمن التنلاني. غاية الأماني في أجوبة أبي زيد التنلاني. مخطوط بخزانة الشيخ باي بلعالم، ص 20.
[6] - عبد الرحمن التنلاني. مختصر الدر المصون في علم الكتاب المكنون. مخطوط بخزانة باي بلعالم، ص1.
[7] - محمد باي بلعالم. الغصن الداني في ترجمة وحياة الشيخ عبد الرحمن بن عمر التنلاني. الجزائر: دار هومة، 2004، ص3.
[8] - التادمكي محمد الأمين الأنصاري. القواعد النفيسة في شرح المعرب، شرح علي بن سلطان المكي. الرياض: دار البخاري، 1996 م، ص12.
[9] - عبد الحق حمّيش، محفوظ بوكراع. موسوعة تراجم علماء الجزائر: علماء تلمسان وتوات. ط خاصة 2011. الجزائر: دار زمورة للنشر والتوزيع، 2011، صص 402- 404.
[10] - نفسه، صص400-402.
[11] - قال جامعها محمد عبد الكريم البلبالي: " وإذا ما أشرت بالابن فالمراد به ابنه أبي عبد الله الذي عليه الاعتماد". انظر: عبد الرحمن التنلاني. غاية الأماني في أجوبة أبي زيد التنلاني. مخطوط بالمكتبة الوطنية تحت رقم: 3701، ص 419 من المجموع.
[12] - انظر عبد الرحمن بن عمر التنلاني. فهرسته. تح عبد الرحمن بعثمان. مخطوط مذكرة ماجستير. الجزائر: جامعة بشار، قسم التاريخ، 2011، صص 80- 196.
[13] - محمد باي بلعالم. الغصن الداني، صص 27- 30؛ عبد الحق حميش، محفوظ بوكراع. المرجع السابق، صص329- 332، صص 391- 394، صص 419- 423، صص 501- 503؛ محمد باي بلعالم. إرشاد الحائر إلى معرفة قبيلة فلان في جنوب الجزائر. [د. م]:[د. ن]، 1433هـ ، ص 79، 86. عمر بن عبد القادر التنلاني. فهرس شيوخ الشيخ سيدي عمر بن الحاج عبد القادر. تح عبد الكريم طموز. مخطوط مذكرة ماجستير. الجزائر: جامعة قسنطينة، قسم التاريخ، 2011، ص 38. عبد الرحمن التنلاني. فهرسته، ص 35.
[14] - عبد الرحمن التنلاني. فهرسته، ص31.
[15] - توجد منها نسختين الأولى موجودة بخزانة مولاي سليمان بن علي بأدغاغ والأخرى توجد بخزانة باعبد الله،أدرار.
[16] - توجد نسختين منه الأولى بخزانة الشيخ  الحاج محمد باي بلعالم، أما الأخرى في خزانة  محمد بن أبي نعامة الكنتي شيخ الركب النبوي الشريف، الزاوية العقباوية، أقبلي. أولف، أدرار. وتوجد نسخة ثالثة بخزانة الشيخ بلكبير رحمه الله بعنوان: " المختصر الثمين في معرب القرآن شرح في معاني مفردات القرآن". ورابعة بخزانة كوسام.
[17] - توجد نسخة منه  مبتورة الأول في خزانة الحاج محمد باي بلعالم، الركينة، أولف.
[18] - محمد باي بلعالم. الغصن الداني، ص56.
[19] - المرجع نفسه، ص 57.
[20] - المرجع نفسه.
[21] - انظر ترجمته: حاج أحمد الصديق. التاريخ الثقافي لإقليم توات من القرن 11 إلى القرن 14 هـ. الجزائر: دار الثقافة، 2011، صص 133- 135؛ عبد الحق حميش، محفوظ بوكراع. المرجع السابق، صص 492- 493.
[22] -  علي بن محمد بن علي الجرجاني. التعريفات . تحقيق : إبراهيم الأبياري. لبنان: دار الكتاب العربي، 1405هـ. ص75.
[23] -  عبد السلام هارون. تحقيق النصوص ونشرها. ط7. مصر: مكتبة الخانجي، 1998. ص 42.
[24] - فهمي سعد، طلال مجذوب. تحقيق المخطوطات بين النظرية والتطبيق. لبنان: عالم الكتب، 1993. ص 20
[25] - أكرم ضياء. دراسات تاريخية مع تعليقة في منهج البحث وتحقيق المخطوطات. السعودية: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، 1983. ص 41.
[26] - رابح دفرور. " شروط اختيار المخطوطات للرسائل الجامعية ". مجلة رفوف ، ع1 (جوان، 2013). 14 ص. الجزائر: مخبر المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا- جامعة أدرار-، 2013. ص97.
[27] - فهمي سعد، طلال مجذوب. المرجع السابق، ص 20.
[28] - أكرم ضياء. المرجع السابق. ص 42.
[29] -  نفسه، ص 44.
[30] -  نفسه، ص 45.
[31] -  محمد دباغ. " آليات تفعيل الجانب الدراسي في تحقيق المخطوط".  مجلة رفوف ، ع2 (ديسمبر، 2013). 08 ص. الجزائر: مخبر المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا- جامعة أدرار-، 2013. ص 141.
[32] - انظر: محمد التونجي. المنهاج في تأليف البحوث وتحقيق المخطوطات. سوريا: عالم الكتب، [د.ت]. ص174.
[33] - انظر: هلال ناجي. محاضرات في تحقيق المخطوطات. لبنان: دار الغرب الإسلامي، 1994. ص 13.
[34] - يراجع: فهمي سعد، طلال مجذوب. المرجع السابق. صص 18- 19؛ بشار عواد معروف. " ضبط النص والتعليق عليه". مجلة المجمع العلمي العراقي . ع34 (ذو القعدة، 1400هـ). 24 ص. العراق: المجمع العلمي العراقي، 1400هـ. ص 248.
[35] - بشار عواد معروف. المرجع السابق. ص 258.
[36] - عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان. كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات الإسلامية. ط3. السعودية: دار الشروق، 1986. ص 95.
[37] - أكرم ضياء. المرجع السابق. ص 59.
[38] - بشار عواد معروف. المرجع السابق. ص266.
[39] - أكرم ضياء. المرجع السابق. ص 59.
[40] - بشار عواد معروف. المرجع السابق. صص 266- 268.
[41] - محمد التونجي. المرجع السابق. ص 181.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الاسم:
البريد الالكتروني: